موضوع هذه الرسالة التي كتبها العلامة الشنقيطي –رحمه الله- : في الردّ على دعوى الرافضة ، والصوفية في النبيّ –صلى الله عليه وسلّم- أنَّه خُلق من نور قبل خلق المخلوقات ، وأنَّ المخلوقات خُلقت من أجله ، وببركته –عليه الصلاة والسلام .
منذ أن أدرك الأعداء قيمة الحديث النبوي وأهميته في تاريخ التشريع الإسلامي، والسهام تصوب إليه، والمؤامرات والشبه تحاك حوله، بهدف سحب الثقة عنه، وتعطيله، فيتعطل القرآن، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى إهدار التشريع الإسلامي. ولقد كانت الأحاديث المُشكلة التي يُتوهّم وجود التعارض والتضادّ بينها بَاباً واسعاً ولج منه هؤلاء الأعداء لتحقيق أهدافهم ومآربهم.
فإن من الأصول المتفق عليها بين أهل الملل والأديان أن الله تعالى منزه عن الظلم، متصف بكمال العدل، وعلى هذا الأصل العظيم دلت محكمات النصوص، وصرائح العقول.
ومن الأصول المقررة أيضا أنه يمتنع غاية الامتناع أن يتعارض مع هذا الأصل العظيم أي نوع من أنواع المعارضة، لا نقلا، ولا عقلا.
هذا وقد جاء حديث شريف، موسوم عند العلماء بحديث الفداء، حوى مسائل عقدية مهمة، اقتضت أهميتها تتبعها ودراستها.
وزاد الأهمية تأكيدا أن هذا الحديث الشريف أُورد عليه إشكالات إلى حد الحكم بتضعيفه، أو تضعيف بعض ألفاظه، رغم وروده في صحيح مسلم؛ مما تطلب مزيد تأكيد على تفتيش حال الحديث، وتحقيق الكلام فيما دل عليه من معنى.
يضاف إلى الأهمية محاولة بعض الفرق الضالة الاستدلال به على بعض معتقداتهم الفاسدة.
أهمية هذا البحث إلى عدة منطلقات أهمها:
- ضبط وتدوين جهود وأعمال الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في محاربة البدع؛ لتيسير نقلها إلى المهتمين من العلماء، والمفكرين، والباحثين.
- توضيح منهج الملك عبدالعزيز الذي كان متميزاً عن كل من سواه في عهده؛ حيث أقام الدولة على أساس العقيدة السلفية، والشريعة الإسلامية، وجمع بين نشر هذه العقيدة، ومحاربة ما خالفها.
- إبراز أهمية محاربة البدع وقمعها، من أجل المحافظة على العقيدة؛ ناصعة نقية.
وسوف توضح هذه الدراسة - بإذن الله - ما قد يخفى على بعض القراء؛ حين تعطي الدلائل أن موحد هذه الجزيرة لم يكن رجل سياسة فحسب، بل إنه برع في مجال الدعوة إلى الله.
ورغم انشغاله - رحمه الله - بأعمال الدولة، وشؤون السياسة، إلا أنه لم يُغفل جانب تصحيح العقيدة، وتنقيتها من الشوائب، وقد تحلى بالشجاعة أثناء محاربة البدع، وتكبد الكثير في سبيل الدفاع عن عقيدة التوحيد، بسبب الظروف السياسية والاجتماعية، السائدة في ذلك الزمن.
ويهدف هذا البحث إلى التعرف على أبرز جهود الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود؛ في محاربة البدع والخرافات.