المقدمــة
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
ثم أما بعد فإن توحيد الربوبية مما جاء الإسلام بتقريره وتأكيده ، واعتبار الإيمان به أصلا من أصول الدين وقواعده التي لا يمكن أن يقوم الدين إلا بها ولا يقبل من أحد صرفاً ولا عدلاً إلا بعد الإيمان به واعتقاده ، إذ هو من أوجب الواجبات وأهم المهمات ، عليه مدار رحى التوحيد لما يتضمنه من الإقرار بوحدانية الله وفي ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، لكن لما كان الخلق مقرين به لم يكثر الكلام عليه الدعوة إلى الإيمان به ، وإنما إلى محصلاته وثمراته لوازمه، ومن هنا تكمن أهمية دراسته وبيان مكانته . ولما كان الاعتناء بهذا الجانب من أهل العلم قليلا ـ لكونه واضحاً وبينا ـ رأيت أن أسهم في بيان ذلك مقتصرا على الأمور الشرعية الثابتة وفق أصول أهل السنة والجماعة وقواعدهم في الاستدلال والاستنباط ، معرضاً عن آراء المتكلمين والفلاسفة وغيرهم الذين جعلوا غاية هذا التوحيد إثبات وجوده جل وعلا ، غافلين أو متغافلا عما قرره سبحانه وتعالى في كتابه وما قرره رسوله r في سنة من لوازمه وثمراته .
وما هذا البحث إلا جهد المقل عله يكون لبنة لدارسة أوسع وأشمل لهذا النوع من أنواع التوحيد .
هذا وقد قسمته إلى مقدمة وسبعة فصول .
أما المقدمة فهذه وأما خطة البحث فتتضمن ما يلي :
الفصل الأول : التوحيد وفيه أربعة مباحث :
المبحث الأول : تعريف التوحيد في اللغة
المبحث الثاني : تعريف التوحيد في الاصطلاح .
المبحث الثالث : أقسام التوحيد الذي دعت إليه الرسل
المبحث الرابع : العلاقة بين أنواع التوحيد .
المبحث الخامس : الفرق بين توحيد الربوبية والألوهية .
الفصل الثاني توحيد الربوبية تعريفه وأسماؤه وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول : تعريفه في اللغة .
البحث الثاني : تعريفه في الاصطلاح .
المبحث الثالث : أسماؤه .
الفصل الثالث : أهمية توحيد الربوبية
الفصل الرابع : كلمة " رب " ومدلولاتها وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : مدلولات كلمة " رب "
المبحث الثاني : إطلاق كلمة " الرب "
المبحث الثالث : أنواع ربوبيته .
الفصل الخامس: من صفات الرب ومدلولاتها
الفصل السادس : لم ينكره أحد وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : إقرار الأمم بهذا التوحيد والأدلة على ذلك .
المبحث الثاني : بعض من شذ فأنكره .
المبحث الثالث : هذا الإقرار لا يكفي للدخول في الإسلام .
الفصل السابع : من ثمرات الإيمان بتوحيد الربوبية.
هذا وأسأل الله العلي القدير أن ينفع به ويجعله خالصاً لوجهه الكريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
المدينة النبوية
6ـ 6 ـ 1429 هـ
أحمد بن عبد الله الغنيمان