إن أصدق و أطيب و أفضل وخير كلمة قالها الإنسان هي كلمة التوحيد : لا إله إلا الله ، وإن أخبث و أسوأ وشر وأكذب كلمة قالها الإنسان هي كلمة الشرك : الآب والابن والروح القدس .
لقد كان لموقف الكنيسةِ من العلم والعلماء ونظرياتهم العلمية، أكبرُ الأثرِ في الصراع الذي حدث بين العلم والدين الكنسي في الغرب، -ولا زالت أوروبا تعاني منه حتى هذه اللحظة-؛ فالكنيسةُ جمدت عند النصوص التي لا صلة لها بالإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام، بل ضمنت الأناجيلَ المعتمدة لديها بعض النظريات والفلسفات التي تعارضُ العقول، وتناقض بعض النظريات العلمية، هذا في حين تفتحت أذهان الناس لكثير من المكتشفات والحقائق التي يدعمها البرهانُ العقلي، ويصدقُها الواقع الحسي.
فإنَّ مناقشة مسألة « مؤاخذة الإنسان بجرم غيره عند أهل الكتاب » تعدُّ من الأهمية بمكان، لما سينتج عنها من هدم لأساس وركيز من أهم معتقدات وركائز النصرانية، الذي يعدُّه أهله عماد الإنجيل، والأساس الثاني في الدين؛ أعني بذلك: القول بصلب المسيح تكفيراً لخطايا البشرية، وهذا ما صرَّح به النصارى أنفسهم؛ حيث يقول القس فايز فارس؛ أحد علمائهم، في أثناء حديثه عن خطيئة آدم، وخلاص المسيح لها: « فلو أننا أزلنا من آدم هذه الوظيفة النيابية لهدمنا حقيقة جوهرية في كل نظام الفداء، وتدبير الله للخلاص، حسب ما هو مبين في الكتاب المقدس » ([1])، فانتفاء الصلب ومسبباته انتفاء وهدم للمسيحية(
تتضح أهمية الموضوع للأسباب التالية :
1- إبراز منهج التعاملِ الشرعي مع أهل الكتاب في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، مطلب ضروري ينبغي أن يُولى عناية خاصة من الباحثين والدارسين .
2- تجلية ما قد يُثار تجاه بعض فتاوى اللجنة الدائمة من أمور مدسوسةٍ أَوْ أفهامٍ مغلوطةٍ يُراد من ورائها الغمز واللمز على علماء المملكة العربية السعودية .
3- ظهور فئات من المجتمع من كتاب ونحوهم يجهلون المنهج الصحيح في التعامل مع أهل الكتاب المعاصرين، ومنهم من يدعو إلى التقارب بين الأديان ووحدتها بلا دراية بالمفهوم الشرعي الصحيح .
4- أهمية تبصير المجتمعات المسلمة بالمنهج الصحيح في التعامل مع أهل الكتاب من خلال الفتاوى الصادرة عن اللجنة الدائمة، وكشف التصرفات المشينة للإسلام والمسلمين التي طرأت مؤخرًا كالقتل والتفجير والإرهاب .