رغم وجود النصوص السابقة في العهد الجديد، والتي تؤيد وتؤكد الحقيقة الأزلية والخالدة لوحدانية الله تعالى، إلا أن هناك نصّين في العهد الجديد يحتويان على عبارة شركية مثيرة للجدل؛ العبارة التي تشير إلى وجود ثلاثة آلهة، هذه العبارة في كتاب ينسب إلى الله تعالى، ورسوله عيسى بن مريم، وتناقض جميع نصوص الأنبياء، بمن فيهم عيسى نفسه.
فمشكلة هذا البحث: ما هي حقيقة وأصالة هاتين العبارتين؟
الأولى: وصية متى الكبرى، وهي الفقرة 19 من الإصحاح 28، في الإنجيل المنسوب لمتى :" 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ؛ 20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِكُلِّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْتِهَاءِ الزَّمَانِ! ».
الثانية: فاصلة يوحنا، وهي الفقرة 7 من الإصحاح الخامس، من الرسالة الأولى ليوحنا، ونصها: " 7فَإِنَّ هُنَالِكَ ثَلاَثَةَ شُهُودٍ فِي السَّمَاءِ، الآبُ وَالْكَلِمَةُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ، وَهَؤُلاءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.
هل ناقض العهد الجديد نفسه، وشذَّ عن العهد القديم، بل عن كل العهود والمواثيق التي أخذها الله تعالى على عباده، وانفرد ببيان أن في العالم ثلاثة آلهة؟ أم أن هذه النصوص ليست أصلية، و مضافة لهذا الكتاب؟