بيان سبق المسلمين في المناهج العلمية التجريبية وبيان تأسيسهم للمنهج الحضاري الذي أقيمت عليه حضارة الغرب اليوم، وذلك بأخذ أنموذج لعلم من أعلام الفكر الإسلامي ومقارنة بعض آرائه ببعض آراء رواد الفكر الغربي الذين أسسوا المنهج العلمي للغرب للتدليل على ريادة المسلمين فكريا وحضاريا.
فالحمد لله الذي أرسل رسوله ليبين للناس العقيدة الصحيحة والتي لا سبيل إلى معرفتها إلا عن طريق الرسالات السماوية ,ومن هذه العقيدة أركان الإيمان الستة([1]) والتي منها الإيمان باليوم الآخر وما يكون فيه من أهوال تجعل الولدان شيبا وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتجعل الناس سكارى, مما يرون يوم يفر المرء من كل قريب وحبيب حتى من والديه فهذا يوم عظيم من شدائده يردد الأنبياء :(اللهم سلم سلم)([2]). ومن تلك الأهوال تبدل وتغير السماوات إلى حال يعاكس و يخالف تماماً ما هي عليه في الدنيا فهي في الدنيا زرقاء صافية تدخل الهدوء والسكينة والأمل على النفس لا الخوف والفزع كيوم القيامة فيجب على العبد الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة من التغيرات والتبدلات التي سوف تحصل يوم القيامة والتي منها السماء.
فهذه مشاركة لطيفة في دراسة قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث : ((كأنه سلسلة على صفوان )) كما في حديث كلام الله بالوحي . وفيها تناولت أقوال أهل العلم في مدلول هذه اللفظة وما يترتب على ذلك من مقاصد وأحكام وحاولت جاهداً أن أوفق بين هذه الأقوال مع بيان أدلتها بقدر الجهد والمستطاع ، عل الله أن ينفع به ، خصوصاً وأن هذا الحديث قد رد مدلوله من رده بناء على ما علق في ذهنه من قواعد ومصطلحات زعموا أنها تخالف مدلوله فوجب تأويله .
إن الخلاف واقع في حكم العاصي من المسلمين الذي قدم إلى ربه تعالى وقد رجحت سيئاته على حسناته.