لذا دوّن أهل السنة والجماعة عقيدتهم في الصحابة رضي الله عنهم في مصنفاتهم , وذكروا فضائلهم المتعددة , وأُلِّفَت المؤلفات العديدة في بيان فضائلهم رضي الله عنهم , وذلك بذكر الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيهم.
فكانت تلكم الكتب المؤلفة بالغة الأهمية ؛ حيث إن فيها أيضاً حماية هذا الدين الذي وصلنا عن طريقهم, وما أحسن ما قال الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله في هذا الشأن: « إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق , وذلك أن الرسول صلى r عندنا حق , والقرآن حق , وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة , والجرح بهم أولى , وهم زنادقة » ([1]).
ومن تلكم المصنفات التي ألّفت في فضائل الصحابة ؛ مصنفات الإمام أبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني الطالقاني , المتوفى سنة تسعين وخمسمائة , فصنّف في فضائل الخلفاء الراشدين كلٍّ على حدة , وصنف كتاباً آخر جمع فيه بين فضائل أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين([2]).
ومن هذه الكتب التي ألّفها ؛ كتاب الأربعين في فضائل عمر بن الخطاب, والذي سمّاه بـ(( كتاب هدية ذوي الألباب في فضائل عمر بن الخطاب )).