ملخص البحث
الحمد لله على نعمة الإسلام، والصلاة والسلام على معلم البشرية الخير، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد.
فقد كثر الجدل حول حوار الأديان، والجدوى منه، وحقيقته ومشروعيته في الإسلام، والتطورات المستقبلية لحوار الحضارات، وتباينت الآراء، حيث يرى فريق أن ما أدى إليه التقدم التكنولوجي من زيادة الصراعات والقوة يقتضي البحث عن سبل تنقذ البشرية من هذا الخطر، وتخفف من حدة الصراع والخلاف، وتحقيق السلام. وأن الحوار هو من أهم السبل التي يمكن أن تساعد على تحقيق ذلك. وذهب فريق آخر إلى أنها دعوى بدعية ضالة، حملت الخبث والمكر، تحمل مصدرًا مروعًا مخيفًا، ولا يجوز الاستجابة لها بحال، بل لا بد من نبذها والحذر منها وعزلها عن ديار المسلمين.
ومع تباين تلك الآراء تظهر الحاجة إلى دراسة هذا الموضوع، وبيان المنهج الشرعي في الحوار مع المخالفين في الدين. وموازين وضوابط ذلك. وعرض كل لك على ميزان الإسلام. وقد حرصت على تقديم دراسة مركزة، تلم بجوانب الموضوع قدر الإمكان.
تحدث المبحث الأول عن حوار الأديان حقيقته وأصوله والمصطلحات المتقاربة. ثم المبحث الثاني أفردته للحديث عن الحوار بين الأديان قديمًا وحديثًا وكان المبحث الثالث: في المنهج الشرعي في الحوار بين الأديان. وقد خلص البحث إلى نتائج مهمة، من أهمها:
بيان المنهج الشرعي المستنبط من كتاب الله تعالى، وهدي النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في الحوار بين الأديان، بالنظر إلى الهدف من الحوار، فهناك أهداف مشروعة يشرع الحوار لتحقيقها. لأجل الدعوة إلى الدين الحق، ورد الشبهات وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وأن مفهوم الحوار بين أتباع الديانات للتعايش إنما يعني حسن المعاملة، والعيش بسلام بين كافة المجتمعات، مع اختلافها الديني والفكري والثقافي.
وأخيرا: من المهم أن نعرف ما الفرق بين الحوار والتسامح الديني وبين التقريب والوحدة، فالتسامح لا يعني الهزيمة النفسية المطلوبة تجاه الكفار، إنما هو النصح لهم بالانقياد لله وحده. فالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من أجلها أرسلت الرسل، والأمة الإسلامية صاحبة رسالة، رائدة في الحوار بأهدافه المشروعة، وهو الذي دل عليه قوله تعالى: ﭽﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭼ [آل عمران110]. أسأل الله أن أكون قد وفقت. وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم.
د. بسمة بنت أحمد جستنية