الملخص
مع تسارع التغيرات الهائلة التي تشهدها الحياة المعاصرة في مختلف مجالاتها، وما تبعها من تزايد ضغوط الحياة ومطالبها، وعلى إثر ما يعيشه الناس اليوم من صراع التنافس على نيل المطالب وتلبية الاحتياجات وتحقيق المصالح، تعترك الإنسان تحديات الموازنة بين إمكانياته وقدراته ومعارفه وبين مطالبه واحتياجاته وطموحاته، وتبرز حاجته إلى تقدير ذاته وتنمية قدراته ومكتسباته ورفع كفاءاته بما يحقق له الاستقرار والاطمئنان، وتُمثل هذه الحاجة أحد المداخل المهمة التي تمكَّن الفكر الباطني المعاصر من استغلالها في نشر معتقداته، وبنى عليها فلسفته في تعظيم النفس.
وتهدف هذه الدراسة إلى تجلية ملامح هذه الفلسفة من خلال استعراض أبرز المعتقدات والممارسات التي تستند إليها، والكشف عن جذورها العقدية وأصول تطبيقاتها وارتباطاتها ببعض المذاهب والأديان والفلسفات، وبيان موقف الإسلام من هذه الفلسفة بما فيها من عقائد وممارسات وفق أصوله العقدية. وتسلك في سبيل تحقيق هذه الأهداف منهج الاستقراء لعقائد هذه الفلسفة وممارساتها، والمنهج التاريخي الذي يتتبع جذورها العقدية، والمنهج الوصفي في بيان مفاهيمها وتجلية حقائقها، والمنهج النقدي في بيان مناقضتها لأصول عقيدة الإسلام.
وخلصت هذه الدراسة إلى عدة نتائج، من أبرزها: أنَّ تعظيم النفس في الفكر الباطني المعاصر يمثل فلسفة متكاملة مبنية على عقائد وممارسات متعددة، تُظهر قيمة الإنسان وكمالاته بالتحرر من صفاته البشريـة القائمة على الضعف والحاجة، والنزوع للأنا العليا التي هي بزعمهم حقيقته الإلهية؛ ولذا تُعَدُّ عقيدة وحدة الوجود هي الأصل الأكبر الذي بُنيت عليه هذه الفلسفة المتنافية مع أصول عقيدة الإسلام.
الكلمات المفتاحية: (الفكر الباطني، النفس، التعظيم، عقيدة).