يعيش عالمنا الإسلامي اليوم في ظروف مأساوية تشمل جميع مناحي الحياة السياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, وما ذاك إلا أن الأمة أىَّ أمة تفقد مكانتها بالتخلي عن عقيدتها ومبادئها وتصبح أمة معرضة للذل والهوان والعيش على هامش الحياة, مطمعاً للطامعين والطغاة المستبدين الذي يعيشون على أشلاء الشعوب، وأصبحت أمة الإسلام مع الأسف تجري وراء عدوها مستمسكة بحباله, لاهثة وراء السراب الخادع, تأخذ أنظمته فتطبقها، وتحمل أفكاره وتروجها, وتقلده في كل شاردة وواردة, اعتقاداً منها أن هذه هي سبيل الخلاص والنجاح فتراها تخرج من مأزق إلى مأزق أكبر منه, تتوالى عليها المصائب والنكبات في الاعتقاد والسياسة والاقتصاد, وهي لا تدري ماذا يراد بها ولها, تلهث وراء عدوها تستأنس برأيه وتحتكم إلى شرعته ومنهاجه.