• الفلاتر

ملخص البحث

يبين البحث معنى السؤال بوجه الله سبحانه وتعالى، وأن هناك فرقاً بين السؤال بوجه الله سبحانه وتعالى والقسم بوجهه، كما يوضح أن عدداً من العلماء بيّنوا العلاقة بين توحيد الله سبحانه وتعالى والسؤال بوجهه الجنة دون غيرها من المطالب.

وأن السؤال بوجه الله سبحانه وتعالى له صور مشروعة وصور ممنوعة، فليس كل سؤال بوجه الله مشروع، كما إنه ليس كل سؤال بوجه الله محرماً وممنوعاً.

فاتفقت عبارات العلماء على بيان جواز سؤال الله بوجهه مايكون وسيلة وطريقاً موصلاً إلى الجنة، وأن ذلك لايدخل تحت عموم النهي الوارد في حديث:$لايسأل بوجه الله إلا الجنة#.

جعل بعض العلماء ذكر الجنة في حديث:(لايسأل بوجه الله إلا الجنة) من باب التنبيه على الأمور العظام لاأنه على سبيل التخصيص.

كما إن مسالك العلماء تعددت في بيان الوسائل والطرق الموصلة إلى الجنة التي يجوز أن تُسأل من الله بوجهه، فمنها : الاستعاذة بوجهه من غضبه وناره، وسؤال العمل الصالح، والاستقامة، والعافية من مضلات الفتن، والهداية إلى الحق، وكالتثبيت عند السؤال، ونحو ذلك .

وحمل أكثر العلماء النهي الوارد في حديث :$لايُسأل بوجه الله إلا الجنة# على أن المراد به سؤال الله بوجهه أمراً دنيوياً، وذلك لأن وجه الله عظيم فمن غير المناسب أن يتوسل بالعظيم إلى شيء حقير، وكلُّ ما دون الجنّة ومايوصل إليها فإنّه حقير.

وذهب عدد من العلماء إلى أن النهي الوارد في الحديث إنما هو للكراهة، وليس هو للتحريم.

ذهب بعض العلماء إلى تحريم سؤال المخلوق بوجه الله أمراً دنيوياً استدلالاً بحديث النبي ‘ :(مَلْعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللهِ ¸، وَمَلْعُونٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ ¸ ثُمَّ مَنَعَ سَائِلَهُ مَا لَمْ يُسْأَلْ هُجْرًا).

ولاتعارض بين القول بتحريم أو كراهة السؤال بوجه الله سبحانه وتعالى أمراً دنيوياً، وبين القول بمشروعية إعطاء من سأل بوجه الله سبحانه وتعالى أمراً دنيوياً، لأن الممنوع منه إنما هو السؤال، وأما إجابة من سأل فإن النصوص لم تأت بالنهي عنه

فهذه دراسة موجزة لدلائل توحيد الربوبية، اقتصرت فيها على ما جاء في كتاب الله جل ثناؤه من بيان تفرده بالربوبية معرضا عن غيره من الأدلة التي استعملها المتكلمون وغيرهم، لما في كتاب الله من الغنية في ذلك والحجة البالغة على وجوب توحيده وصرف العبودية له وحده.