• الفلاتر

أهمية الموضوع:

تظهر أهمية الموضوع فيما يلي.

  • جمع الآيات الدالة على نزول المسيح u، والجمع من مقاصد التأليف، وغالب من تحدث عن نزول المسيح سواء في الكتب المؤلفة في أشراط الساعة، أو التي أفردت موضوع نزول المسيح بمؤلف اقتصرت على ذكر آيتين أو ثلاثة، كما أنها لم تتوسع في توضيح دلالة الآيات على نزوله ([1]).
  • التوسع في بيان دلالة الآيات الواردة في نزول المسيح مما يزيد الموضوع قوة وتأكيدا.
  • ذكر الأحاديث المروية المتواترة في نزول عيسى u التي فسرت هذه الآيات الكريمة، مما يساعد على فهم وإيضاح كثير من المسائل المتعلقة بعيسى u.
  • بيان أن القرآن الكريم قد نص على نزول المسيح آخر الزمان، بخلاف ما زعمه بعض المشككين، حيث إنهم قد زعموا أن القرآن لم ينص على هذه المسألة، وكان جل بحثهم في الآيتين آية سورة النساء، وآية سورة الزخرف، ولم يتطرق كثير منهم إلى الآيات التي سنذكرها، ودلالتها على نزول المسيح([2]).
  • في الآيات الدالة على نزول المسيح مباحث لطيفة مثل تعريف الكهل، وعُمر المسيح u عند رفعه ونزوله وظهور الإسلام على الملل كلها عند نزول عيسى u.

خطة البحث:

وقد اشتمل البحث على مقدمة، وستة مباحث، وخاتمة.

فأما المقدمة فاشتملت على أهمية البحث، ومنهج البحث.

المبحث الأول: آية سورة النساء: ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ، وفيه مطلبان.

المطلب الأول: تفسير الآية، وأقوال العلماء في دلالتها.

المطلب الثاني: الترجيح بين الأقوال في تفسير الآية.

المبحث الثاني: آية سورة الزخرف: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ، وفيه مطلبان.

المطلب الأول: أقوال العلماء في تفسير الآية.

المطلب الثاني: الترجيح بين الأقوال.

المبحث الثالث: آية سورة آل عمران: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: تفسير الآية وأقوال العلماء في دلالتها.

المطلب الثاني: تحقيق القول في تفسير الآية.

المبحث الرابع: آية سورة الصف: ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ  ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ، وفيه مطلبان.

المطلب الأول: تفسير الآية، وأقوال العلماء في دلالتها.

المطلب الثاني: الترجيح بين الأقوال في تفسير الآية.

المبحث الخامس: آية سورة محمد: ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ  ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ  ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﭼ.

المبحث السادس: آية سورة الأنفال: ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ  ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ.

الخاتمة، وفيها ذكر أبرز نتائج البحث.

 

 

([1]) انظر مثلا: البداية والنهاية (2/118)، والتصريح بما تواتر في نزول المسيح (ص86-89)، وإتحاف الجماعة بما جاء في الفتن وأشراط الساعة (3/93)، والمسيح u في القرآن والسنة (ص114).

([2]) انظر:  الفتاوى لمحمود شلتوت (ص68).

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإنّ الأنبياء عليهم السلام هم أشرف الخلق وأزكاهم، وأتقاهم لله وأخشاهم، ومقامهم مقام الاصطفاء والاجتباء، وواجب الخلق نحوهم التعزير والتوقير, والتأسي والاقتداء.

فالواجب أن يُحفظ لهم هذا المقام، وأن ينزهوا عن مدّ الألسن إليهم بالنقد والاتهام، والناس في هذا المقام أصناف:

  • منهم أهل التنزيه الذين صانوا قلوبهم وألسنتهم عن ثلب الأنبياء ولمزهم, وهم سلف الأمة وعدولها ومن اقتفى آثارهم من أهل السنة والجماعة.
  • وثمّة صنف من الخلائق مدت ألسنتها إلى الأنبياء بالعيب والتهم، فلم تدع نبياً -إلا ما ندر– لم ترمه بدعوى العيب والإثم، تريد بذلك انتقاصهم، والحطّ من أقدارهم، بل والطعن في القرآن الكريم الذي ذكر عنهم أحوالهم, وهم ملل الكفر ونحلهم على اختلافهم وتباينهم.
  • وصنف آخر لم يحمل في طويته نيّة انتقاص الأنبياء, ولكن زلّت به القدم, وعزب عنه الفهم, عند النصوص المشتبهات, فنسب جهلاً وغفلة النقص والكفر والشرك إلى الأنبياء عليهم السلام.

وإنّ المقصود في هذه الورقات, إبطال الشبه الواردة في مثل هذه النصوص المشتبهات, صوناً لدين الله من التحريف, وحفظاً لحق الأنبياء وما يتوجّب تجاههم من اعتقاد العصمة.

الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبّره تكبيراً، نحمده –تعالى- أن هدانا إلى دينه القويم وصراطه المستقيم، دين الإسلام، وصراط التوحيد، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، حبيبنا وسيدنا أبي القاسم محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار الميامين أجمعين.
وبعد؛ فقد شاءت حكمة الله –تعالى- أن يجعل علم الساعة غيباً، مما استأثر بعلمه سبحانه في عالم الغيب، فلم يطلع عليه أحداً من خلقه لا نبي مرسل، ولا ملك مقرب، ولم يثبت حديث صحيح في تحديد عمر الدنيا؛ وذلك ليبقى الناس من الساعة على حذر دائم، واستعداد كامل لاتخاذ الزاد المناسب لها، فهي الموعد المرتقب للجزاء الكامل العادل، والإيمان بذلك جزء من مقتضيات الإيمان باليوم الآخر.
هذا ومع اختصاص الرب –تبارك وتعالى- بعلم الساعة لحكمة يعلمها، فإنه جلّ شأنه ألمح لنا طرفاً منها ووصف لنا مشاهدها، ووضع لها أمارات ( ) تدل على قرب حدوثها، وإيذاناً بانتهاء الحياة الدنيا وزوالها. وبذلك يكون ظهور أي علامة من علامات الساعة تذكيراً بليغاً للعباد بدنوها، ودعوة دائمة لهم للتأهب لما بعد الموت. وليس معنى كون الشيء من أشراط الساعة أن يكون ممنوعًا، بل أشراط الساعة تشتمل على المحرم والواجب والمباح والخير والشر( ).
والبحث في أمارات الساعة له أهمية بالغة في نصح الأمة، وإرشادها إلى الخير، وتحذيرها من الفتن وما يلابسها من شرور عظام، وتقديراً مني لهذه الأهمية البالغة –خاصة في هذه الأيام التي يعيشها الناس في غمرات الفتن، والأحداث الجسام التي تحل بالأمة الإسلامية، رأيت أن أخرج هذا البحث المتواضع في بعض أشراط الساعة، لكني خصصتها بما يتعلق منها بالمدينة المنورة ( ) طيبة الطيبة؛ ليرى الناس كيف تقع هذه الفتن، وكيف النجاة منها.

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ وبعد:

تتفاوت البلدان والأوطان شرفاً ومكانة وعلواً وحرمة ومجداً وتأريخاً، وتأتي المدينة النبوية، بلد المصطفى، أرض الهجرة، ودار الإيمان، وموطد السنة؛ في المكان الأعلى، والموطن الأسمى، هي بعد مكة سيدة البلدان, وثانيتها في الحرمة والإكرام, والتعظيم والاحترام، دارة المحاسن ودائرة الميامن, طيبة الغراء، وطابة الفيحاء، توسع العين قرة، والنفس مسرة، الفضائل فيها مجموعة, من مناقبها المأثورة وفضائلها المشهورة أنها محفوظة، مصونة، محروسة، محفوفة؛ ففضائلها لا تحصى، وبركاتها لا تستقصى([1]).

ومن هذه البركة أن خصّها الله بالاستشفاء, والتحرّز من الأوبئة والأدواء؛ حيث طهّرها الله من الحمى والوباء, وحماها من الطاعون؛ وأخرج من ثمارها ما فيه دواء وشفاء.

ولكن غلا أقوام في اعتقاد بركة المدينة، فطلبوا الاستشفاء بكل ما فيها؛ من حجر، وشجر، ومدر, وقبور وآثار, فجانبوا بذلك الحقّ والصواب.

ولما كان التداوي من الأسقام والعلل، الحسية والمعنوية, مما استحبه الشرع ورغّب فيه؛ حصل التعدّي على حدوده الشرعية، فوجب ضبطه وبيان حدوده؛ ومن ذلك الاستشفاء بالمدينة النبوية.

 

([1]) من مقدمة خطبة الشيخ صلاح البدير؛ بعنوان: (فضل المدينة وحرمتها) بتاريخ: 17/6/1424هـ.