فالحمد لله الذي أرسل رسوله ليبين للناس العقيدة الصحيحة والتي لا سبيل إلى معرفتها إلا عن طريق الرسالات السماوية ,ومن هذه العقيدة أركان الإيمان الستة([1]) والتي منها الإيمان باليوم الآخر وما يكون فيه من أهوال تجعل الولدان شيبا وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتجعل الناس سكارى, مما يرون يوم يفر المرء من كل قريب وحبيب حتى من والديه فهذا يوم عظيم من شدائده يردد الأنبياء :(اللهم سلم سلم)([2]). ومن تلك الأهوال تبدل وتغير السماوات إلى حال يعاكس و يخالف تماماً ما هي عليه في الدنيا فهي في الدنيا زرقاء صافية تدخل الهدوء والسكينة والأمل على النفس لا الخوف والفزع كيوم القيامة فيجب على العبد الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة من التغيرات والتبدلات التي سوف تحصل يوم القيامة والتي منها السماء.
وإذا كان الإنسان قلّ أن ينفك فعل من أفعاله من حظ من حظوظ النفس وشوائبها( )، فكان من المهم أن تكون أحكام تلك الشوائب معلومة إذا اتصلت بالعبادات، خاصة وقد كثر في زماننا السؤال عن أحكامها، فتجد من الناس من يصلي، أو يصوم، أو يقرأ القرآن، أو يقرأ بعض سوره، أو يقرأ سورة معينة، أو يكررها، أو يستغفر ويكثر الاستغفار؛ رجاء حصول مطلوب له من مطالب الدنيا، من زواج، أو ولد، أو مال، ونحو ذلك.
ولأهمية ما تقدم، ولاتصاله بأعظم الأصول، وأساس العبادة، ورأس الإسلام: الإخلاص لله رب العالمين، وما يترتب على ذلك من قبول العمل أو رده، فقد جرى تحرير الكلام على ما يتصل بمسائل موضوع الدراسة
والإشارة في الصفات دليل قاطع على إرادة حقيقة الصفة ونفي المجاز عنها، وقد رأيت جَمْع ما ثبت من الأحاديث النبوية التي وردت فيها الإشارة في الصفات، ودراستها وبيان دلالة الإشارة فيها وسميته بـ(الإشارة الواردة في الأحاديث الصحيحة في الصفات دراسة عقدية) .
سبق الفصل الأول والثاني في الجزء الأول - والعدد السادس من المجلة-