فإن من القواطع الشرعية، والمسلمات العقدية أن العمل لا يكون صالحا إلا إذا اجتمع فيه شرطان: الإخلاص، والمتابعة( ).
فمن عمل صالحا من عمل الآخرة، لله تعالى؛ ابتغاء ما عنده، فهو المفلح الذي يلقى جزاءه يوم يلقى ربه تعالى، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى ما شاء الله( ).
وهذه هي حال الكمّل من العباد الذين يريدون بعملهم ما عند الله تعالى، من النعيم المقيم، والرضوان الأكبر، غير ناظرين إلى حظ من حظوظ الدنيا الفانية.
ومن دونهم قد يرجو مع ما عند ربه تعالى في الآخرة شيئا من الدنيا، فيجمع في رجائه بين طلب الحظ الدنيوي، والجزاء الأخروي( ).
وغير هؤلاء من يقصر رجاءه على نيل شيء من متاع الدنيا وزينتها، فيطمع بعمله الصالح أن يجازى عليه في دنياه، من صحة، أو مال، أو حفظ، أو نحو ذلك من المقاصد الدنيوية.