فإن من الأصول المتفق عليها بين أهل الملل والأديان أن الله تعالى منزه عن الظلم، متصف بكمال العدل، وعلى هذا الأصل العظيم دلت محكمات النصوص، وصرائح العقول.
ومن الأصول المقررة أيضا أنه يمتنع غاية الامتناع أن يتعارض مع هذا الأصل العظيم أي نوع من أنواع المعارضة، لا نقلا، ولا عقلا.
هذا وقد جاء حديث شريف، موسوم عند العلماء بحديث الفداء، حوى مسائل عقدية مهمة، اقتضت أهميتها تتبعها ودراستها.
وزاد الأهمية تأكيدا أن هذا الحديث الشريف أُورد عليه إشكالات إلى حد الحكم بتضعيفه، أو تضعيف بعض ألفاظه، رغم وروده في صحيح مسلم؛ مما تطلب مزيد تأكيد على تفتيش حال الحديث، وتحقيق الكلام فيما دل عليه من معنى.
يضاف إلى الأهمية محاولة بعض الفرق الضالة الاستدلال به على بعض معتقداتهم الفاسدة.
وإذا كان الإنسان قلّ أن ينفك فعل من أفعاله من حظ من حظوظ النفس وشوائبها( )، فكان من المهم أن تكون أحكام تلك الشوائب معلومة إذا اتصلت بالعبادات، خاصة وقد كثر في زماننا السؤال عن أحكامها، فتجد من الناس من يصلي، أو يصوم، أو يقرأ القرآن، أو يقرأ بعض سوره، أو يقرأ سورة معينة، أو يكررها، أو يستغفر ويكثر الاستغفار؛ رجاء حصول مطلوب له من مطالب الدنيا، من زواج، أو ولد، أو مال، ونحو ذلك.
ولأهمية ما تقدم، ولاتصاله بأعظم الأصول، وأساس العبادة، ورأس الإسلام: الإخلاص لله رب العالمين، وما يترتب على ذلك من قبول العمل أو رده، فقد جرى تحرير الكلام على ما يتصل بمسائل موضوع الدراسة
إن الخلاف واقع في حكم العاصي من المسلمين الذي قدم إلى ربه تعالى وقد رجحت سيئاته على حسناته.