المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين ، وبعد:
فقد أخبرنا الله سبحانه في كتابه الكريم عن الأمم السابقة لنأخذ منها العبر، ومن هذه الأمم: أمة اليهود؛ فقصّ علينا أخبارهم مع أنبيائهم، وفي آيات كثيرة ينهانا الله تعالى عن التشبّه بهم، ومن ذلك: نهيه لنا عن الافتراق والاختلاف كما اختلف بنو إسرائيل وافترقوا ، قال تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ([1]).
فاليهود تفرقوا واختلفوا، وأخبرنا رسول الله r عن عدد هذه الفرق ، حينما قال محذّراً أمته من الافتراق: (( افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرّقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ))([2]).
فأمة اليهود افترقت عبر الزمان فرقاً، وما زال افتراقهم إلى عصرنا الحاضر، وإن كنّا نراهم يحاولون الاجتماع في دولة إسرائيل ولكن حقيقة أمرهم أنهم مفترقون، وصدق الله العظيم: تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْشَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ([3]).
وفي هذا البحث -إن شاء الله-سأستعرض فرق اليهود المعاصرة لتعريف القارئ بها، وأبيّن إلى أي الاتجاهات تنتمي؛ ليكون المسلم واعياً بعدوّه المتربص به، وعارفاً بمدى ضعفه وتفرقه. وقد قسمت البحث إلى تمهيد ، وخمسة مباحث:
- التمهيد: وفيه مطلبان:
- المطلب الأول: فرق اليهود قديما وحديثاً.
- المطلب الثاني: أجناس اليهود.
- المبحث الأول: الفرقة الأرثوذكسية.
- المبحث الثاني: الفرقة الإصلاحية.
- المبحث الثالث: الفرقة المحافظة.
- المبحث الرابع: الطوائف المسيحانية.
- المبحث الخامس: الصهيونية.
- الخاتمة وبها أهم نتائج البحث.
- قائمة بمراجع البحث.
- الفهرس
([2]) سنن أبي داود، كتاب السنة، باب شرح كتاب السنة (4/ 197)، سنن الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (5/ 25)، وقال عنه: "حديث حسن صحيح".