ملخص البحث
جاء هذا البحث ليعالج مشكلة عقدية جانبت فيها الشيعة الاثني عشرية المعتقد الصحيح وهي آية ردّ الشمس لعلي رضي الله عنه، ولما أرادوا أن يرسخوا لهذه العقيدة، راحوا يؤصلون لها من لدن سليمان عليه السلام، ومن بعده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم علي رضي الله عنه؛ إذ إنهم يرون أن سليمان عليه السلام كان وصيا لأبيه نبي الله داود عليه السلام، وأن عليًّا رضي الله عنه وصيٌّ لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما كان يوشع بن نون وصيًّا لموسى عليهما السلام.
وقد وافق الشيعة الاثنا عشرية أهل السنة في الاعتقاد بأن الشمس قد حبست لنبي الله يوشع بن نون، ولكنهم خالفوهم في القول بردها لنبي الله سليمان ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وكذا ردّها لعلي رضي الله عنه. وفي سياق استدلال الشيعة الاثني عشرية على رد الشمس لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم اعتمدوا في أدلتهم على القياس بأنها ردت للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ويوم الخندق؛ قياسا على قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لتركبن سنن من قبلكم»، وقول الشافعي: "ما أوتي نبي معجزة إلا وأوتي نبينا نظيرها أو أبلغ منها"، وبما أن الشمس قد حبست ليوشع بن نون، فلا بد أن يكون لنبينا محمد نظير ذلك، كما أنهم أسسوا على ذلك روايتين يستدلون بهما على ردِّ الشمس لعليٍّ رضي الله عنه؛ لأنه وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة -بزعمهم-، وأنه كان في طاعةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبمناقشة ما ورد من أدلة للإمامية في هذا البحث تبين أنها تدور من حيث الصحة بين الضعف والوضع، كما ورد في ألفاظها ما يترتب عليه عند التسليم بها ما لا يستقيم مع الشرع والعقل.
وقد حاولت في هذا البحث تفنيد أدلتهم تفصيلا، وبينت أوجه ردِّها -من جهة الشرع والعقل- نصًّا ومتنًا