ملخص البحث
عنوان البحث: المؤثرات الغيبية في النفس الإنسانية بين الدين والفلسفة
الباحثة: فوز بنت عبداللطيف كامل كردي
أستاذ مساعد تخصص العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة
بكلية الآداب والعلوم الإنسانية/ جامعة الملك عبدالعزيز بجدة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالإنسان مخلوق تتمازج فيه عناصر من عالمي الغيب والشهادة، لذا كان من المستحيل الوصول إلى حقيقة طبيعته وخصائصه وما يؤثر فيه إلا بالاعتماد على نصوص الوحي والتلقي عنه فيما يتعلق بالجوانب الخفية.
وقد وصل الباحثون عن هذه المعرفة بمجرد العقل أو بالحدس والظن إلى تصورات مختلفة ومتفاوتة في قيمتها، وأيًّا كان نتاج التفكير العقليّ أو الرجم الظني في هذا الموضوع فإنه ظلّ قاصرًا عن تقديم معرفة يقينيَّة وشاملة تبرز حقيقة النفس الإنسانية والمؤثرات الخفية فيها، وكيفية التعامل معها، والإفادة منها.
كذلك وقف العلم التجريبيّ في مجال علم النفس عند حدود الظنون وبعض الفرضيات والنظريات التي لم ترق إلى مستوى الحقيقة العلمية.
أما المؤمنون بالوحي فقد عرفوا من نصوصه حقائق مهمة عن أنفسهم والمؤثرات الخفية فيها، فالوحي قدّم للمؤمنين به منذ بدء الخليقة عبر الأنبياء والرسل أصولا معرفية وحقائق قطعية فيما يتعلق بعالم الغيب، ومن ذلك تعريفهم بأنفسهم وعلاقتها بعالم الغيب؛ ليتمكنوا من توجيه حياتهم نحو الغاية التي خلقوا لأجلها، فيحققون معاني العبودية لله مع سعيهم في عمارة الأرض بطمأنينة وثبات.
ويتناول هذا البحث هذا الجانب المعرفي فيستقرئ حقيقة المؤثرات الغيبية في النفس الإنسانية من نصوص الوحي المعصوم كتاباً وسنة، كما يستعرض الصورة الفلسفية التي يقدمها العقل البعيد عن نور الوحي لهذه المؤثرات، فبضدها تتمايز الأشياء.
يعرض ذلك في ثلاثة مباحث؛ أولها مخصص للحديث عن الإنسان وعالم الغيب وما يملك من قوى معرفية لاستكشافه.
والثاني خصص للحديث عن حقيقة النفس الإنسانية في نصوص الوحي.
أما الثالث فيستعرض المؤثرات الغيبية كما يعرف بها الوحي وكما تعرضها الفلسفة قديماً وحديثاً.
وذُيل البحث بخاتمة فيها أهم النتائج والتوصيات ثم قائمة للمراجع والمصادر.