ملخص البحث
اختلف علماء الإسلام بين مثبت ذكر اليوم الآخر في أسفار العهد القديم وبين ناف لذلك. ويتناول البحث هذه المسألة لكون اليوم الآخر ركناً في الأديان الثلاثة، ونظراً لتضاد الرأي بين المثبتين والنافين. وتأتي أهمية البحث في هذه المسألة في محاولته الوصولَ إلى نتيجة مرجحة وفقاً للنصوص. وتضمن هذا البحث - الذي سار وفق المنهج الاستقرائي التحليلي النقدي - مقدمة وتمهيداً وثلاثة مباحث وخاتمة.
وأظهر البحث أنّ أبرز علماء الأديان المسلمين نصوا على ذكر الآخرة في التوراة بإجمال، والشوكاني أكّد ذكرها وانتصر لذلك بشدة، في حين كان النافون ذكر الآخرة في التوراة قلةً، وأبرزهم ابن حزم ؒ.
وأظهر البحث أنّ أكثر العلماء والباحثين صرّحوا بذكر الآخرة في بقية أسفار العهد القديم، وهو ما ترجح لدى الباحث؛ لأنّ العلماء الذين أثبتوا ذكر الآخرة في أسفار العهد القديم وقفوا على عدة نصوص، ومن أثبت بدليل مقدَّم على من نفى؛ ولهذا رجح الباحث رأي المثبتين وأورد نصوصاً عديدة تناولت اليوم الآخر، وحذرت من الشر وحثت على البر. وتضمنت النصوص وصف مراحل القيامة، كالدمار الكوني، ثم البعث والحساب، والجنة والنار، ورؤية الله تعالى، والثواب والعقاب الأبديين.
وأظهرت الموازنة وجود آيات قرآنية عديدة صدقت مشاهد من أهوال القيامة في العهد القديم.
ويؤخذ على بعض نصوص العهد القديم أنها ربطت بين أهوال القيامة وبين يوم على الأرض ينتصر فيه اليهود على أعدائهم. وهذا تحريف دفع بعض الباحثين لنفي ذكر الآخرة في العهد القديم. وبالمقابل توجد نصوص نصتْ على نجاة اليهود وغيرهم، وتوجد نصوص ركزت على إحضار الله جميع الأعمال للحساب دون ذكر لليهود. وأكد الباحث على أهمية الإنصاف في الحكم بقبول ما شابه نصوص القرآن الكريم وهي عديدة، وردّ عبارات التعصب لليهود.
وأوصى الباحث بتصحيح الخطأ الشائع في العديد من المؤلفات التي تنفي ذكر اليوم الآخر في جميع أسفار العهد القديم.
كلمات مفتاحية: الآخرة، التوراة، العهد القديم، علماء، إثبات، نفي.
د. أحمد محمد فلاح النمرات