ملخص البحث
الحمد لله فاتحةِ كلِّ خير، وتمام كلِّ نعمة، والصلاةُ والسلام على أشرف الخلق والمرسَلين، نبيِّنا محمَّدٍ صلَّى الله عليه وعلى آله، و صحبه وسلَّم، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، أما بعدُ:
فهذه دراسة في مَيدان العقيدة والمذاهب المعاصرة؛ عنوانها: "أَثَر نظريَّة الفَيْضِ في عقائد الصُّوفيَّة" تهدف إلى توجيه اهتمام الدارسين أو الباحثين في مجال العقيدة والمذاهب المعاصرة نحوَ فِقه المآلات العَقَدِيَّة؛ للتأثير والتَّأثُّر بالعقائد والفلسفات والأفكار الوضعيَّة على المنتسبِين للإسلام، وأَثَرِها في تكوين الطوائف والطرق الصُّوفيَّة؛ لفتح مجال جديد للبحث في العقيدة، هو: المآلاتُ العَقَدِيَّة للتأَثُّر بالأقوال والأفكار والنظريات في الأديان الوضعيَّة والفلسفات.
وجاء هذا البحث في مقدِّمة، وخمسةِ مباحثَ، كلُّ مبحث يتكوَّن من مَطالِبَ، على الوجه التالي: المبحث الأوَّل: مفهوم نظريَّة الفيض، وأصولها الفلسفيَّة: وفيه مطلبان: أوَّلهما: مفهوم الفَيْضِ عند الفلاسفة. والثاني: الردود على القول بالفَيْضِ بين الفلسفة والدِّين. المبحث الثاني: تأَثُّر فلاسفة الصُّوفيَّة بنظريَّة الفيض: وفيه ثلاثةُ مَطالِبَ: أولها: موقف السلف من الجانب الرُّوحيِّ ودَوْرِه في تمييز المتَّبِعين من المبتَدِعين. وثانيها: محاور التَّأثُّر بالفَيْضِ عند فلاسفة الصُّوفيَّة. وثالثُها: وَحْدَة التلقِّي (النَّسَق الفكريُّ) مع اختلاف التعبيرات.
المبحث الثالث: المآلات العَقَدِيَّة للقول بالفَيْضِ عند فلاسفة الصُّوفيَّة: وفيه ثلاثةُ مَطالِبَ: أولها: القول بالاتِّحاد ووَحْدَة الوجود و مآلاته عند السُّهْرَوَرْدِيِّ، وعلاقتُه بالفيض. وثانيها: القول بوَحْدَة الوجود والاتِّحاد عند ابن عربيٍّ و مآلاته وعلاقته بالفيض. وثالثها: القول بالوَحْدَة المطلَقة عند ابن سَبْعِينَ ومآلاتها وعلاقتها بالفيض.
المبحث الرابع: نقد أصول وعقائد فلاسفة الصُّوفيَّة في تأثُّرهم بالقول بنظريَّة الفيض: وفيه ثلاثةُ مَطالِبَ: أوَّلها: الأسس المنهجيَّة لنقد عقائد فلاسفة الصُّوفيَّة وأصولهم.و ثانيها: الردُّ على قولهم بـ(الواجب والممكِن) وأصل شبهتهم في ذلك. وثالثها: الردُّ على قولهم بـ(العقول والعقل الفعَّال، وقولهم: هم الملائكة). المبحث الخامس: نقض منهج استدلال فلاسفة الصُّوفيَّة على عقائدهم: وفيه خمسةُ مَطالِبَ: أوَّلها: نقض منهجهم في الاستدلال بآيَة النور، وما يرتبط بها من آياتٍ وأحاديثَ نبويَّةٍ. وثانيها: نقد استدلالهم بقوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ). وثالثها: نقض منهجهم في الاستدلال بـ«أول ما خلق الله العقل». ورابعها: نقد استدلالهم بـ (كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان). وخامسها: نقد استدلالهم بـالحديثيْنِ القُدسيَّيْنِ: «يَا بْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي»، و«من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالمحاربة». وصلِّ اللهمَّ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلِّم.
د. محمَّد علي أبو هندي السيِّد