ملخص البحث
إنّ الجوانب الدّالةَ على سماحة الإسلام مع غير أهل ملته كثيرة جدًا في نصوصه المقدسة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ ومن وقائع السيرة النبوية وتاريخ المسلمين. وقد عرف ذلك المسلمون من خلال تدبرهم لهذه النصوص ومعرفتهم بهذه الوقائع، وشهد بذلك جماعات من غير المسلمين من خلال اطلاعهم على هذه النصوص أو تأملهم المنصف للحوادث التاريخية في تعامل المسلمين مع غيرهم.
لقد كثرت في هذا العصر الدعاوى في الغرب ضد تسامح الإسلام بوصفه دينًا ومنهجًا وسلوكًا، وخصوصًا في تعامله مع غير المسلمين، وهو ما يحتّم على أمة الإسلام التداعي لإبراز هذا الجانب في دينها وعقيدتها مع ذكر الشواهد عليه، بالإضافة إلى عرض المواقف الغربية المنصفة من آراء المتخصصين في دراسة الشرق وعلومه ممن اطلعوا على نصوص هذا الدين عن كثب وتأملوا في وقائع أحداثه التاريخية، فسجلوا شهاداتهم المنصفة حول التسامح الإسلامي مع غير المسلمين وردوا على من أنكر ذلك.
وهذا البحث مساهمة مختصرة في توضيح هذا الجانب من التسامح الإسلامي، أسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن يرزقنا السداد والإخلاص في القول والعمل.
د. رياض بن حمد بن عبد الله العُمري