سبق الفصل الأول والثاني من هذه الرسالة في الجزء الأول ، ونستأنف هنا من الفصل الثالث
من العلماء العاملين العلامة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي([1])، الذي أثرى المكتبة العلمية الشرعية بمؤلفاته، المنظومة والمنثورة والمختصرة والمبسوطة، وأثرى مجال الدعوة إلى الله تعالى، والعلم والتعليم بالتدريس وتخريج العلماء والقضاة والدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والمعلمين.
ومن تلك الثروة العلمية التي ورَّثها الشيخ ــ رحمه الله تعالى ــ رسالة في الشهادتين وشروطها وتحقيقها وهي: ( مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام ).
ولما قرأت هذه الرسالة الجليلة النفع " مخطوطة " أدركت حاجة الناس إلى إخراجها، والاستفادة منها خاصة وأنها تتعلق بالأصل الذي يجب على كل مكلف علمه
إن الخلاف واقع في حكم العاصي من المسلمين الذي قدم إلى ربه تعالى وقد رجحت سيئاته على حسناته.
فهذه مشاركة لطيفة في دراسة قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث : ((كأنه سلسلة على صفوان )) كما في حديث كلام الله بالوحي . وفيها تناولت أقوال أهل العلم في مدلول هذه اللفظة وما يترتب على ذلك من مقاصد وأحكام وحاولت جاهداً أن أوفق بين هذه الأقوال مع بيان أدلتها بقدر الجهد والمستطاع ، عل الله أن ينفع به ، خصوصاً وأن هذا الحديث قد رد مدلوله من رده بناء على ما علق في ذهنه من قواعد ومصطلحات زعموا أنها تخالف مدلوله فوجب تأويله .