للشيخ العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله
تقريظ: الشيخ العلامة محمد بن عبد اللطيف, والشيخ العلامة سعد بن حمد العتيق.
ملخص البحث
الحمد لله وحده، والصّلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.. وبعد:
كتب الشّيخ صالح بن عبد الله الغماس- نزيل دبي - رسالة أجاب فيها من سأله عن أحاديث زيارة قبر النبي ﷺ وحكم شد الرّحال إليه، وقرّر فيها ما ذكره العلماء من كون الأحاديث الواردة في ذلك لا تصح، وأن شدّ الرحال لمجرّد زيارة قبر النّبي ﷺ لا يجوز، فكتب عليها أحدهم ورقاتٍ ردَّ بها عليه، وتهكّم فيها به، وأغلظ له القول.
فانبرى له الشيخ سليمان بن سحمان ؒ، وكتب هذا الكتاب انتصارًا للشيخ صالح بن عبد الله الغمّاس وذبًّا عن عرضه، وبيانًا للحق في هذه المسألة، وجوابًا عما أورده هذا المعترض.
وقد حقَّق الباحث هذه الرسالة معتمدًا على النسخة الأصلية التي أملاها المؤلف وختم عليها، وخدم نصَّها بعزو الآيات القرآنية، وتخريج الأحاديث النبوية، وترجمة الأعلام غير المشهورين، وتوثيق النقول، والتعريف بالفرق، والتعليق على ما يَحتاج إلى تعليق.
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإن مما امتن الله به على هذه الأمة أن أكمل لها دينها ببعثة نبينا محمدًا ﷺ، وحفظ عليها شريعتها من التحريف والتبديل بمن يقيمه فيها من العلماء المجددين والأئمة المهديين، فكلما ظهر الباطل والشرك واندرست معالم الحق والتوحيد أقام الله من خاصة أوليائه وأهل العلم بشريعته من يجدد لها دينها.
ومن هؤلاء الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ؒ؛ فقد أقامه الله تعالى لحفظ دينه، والدعوة إلى توحيده، والتحذير من الشرك به، وتجديد ما اندرس من معالمه في القرن الثاني عشر الهجري، وكتب الله لدعوته القبول والانتشار.
ومن تمام نعمة الله على هذه الدعوة أن تتابع علماؤها من أبناء الإمام وتلامذته وأحفاده يدعون إليها, ويدافعون عنها، ويذبّون عن أهلها؛ بإيضاح الحق وإزالة الشبه التي يلقيها على الناس من شَرِقَ بهذه الدعوة من قريب أو بعيد.
فكُتُب أئمة هذه الدعوة المباركة مملوءة بالردود التي فيها النصح للأمة, والأخذ على يد المخالف وإرشاده إلى الصراط المستقيم.
ومن أئمة هذه الدعوة المباركة الذين نذروا أنفسهم للدفاع عنها وعن علمائها الشيخ العلامة سليمان بن سحمان ؒ، الذي أثرى المكتبة الإسلامية بكتبه النافعة التي بيّن فيها حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ؒ ودافع عنها وعن علمائها بالأدلة الواضحة والحجج القاطعة.
وقد وقفت له على كتاب مخطوط لم يطبع بعد، عنوانه: (الشهب المحرقة المرمية على أهل البدع من أفراخ الأشاعرة والجهمية)، رد فيه على أحد المبتدعة المتطاولين على دعاة الحق والتوحيد في مسائل زيارة القبور وشد الرحال إليها.
وقرظ الكتاب الشيخان العالمان الجليلان: محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن وسعد ابن حمد بن عتيق ↓.
فرغبت في الإسهام في تحقيقه وإخراجه؛ خدمةً لتراث أئمة هذه الدعوة، وقيامًا بالواجب تجاه علمائها، خاصة مع كون المسائل التي ناقشها والشبه التي رد عليها لا تزال تثار حول هذه الدعوة المباركة إلى يومنا هذا.
وقد قدمت بين يدي تحقيق الكتاب ثلاثة مباحث ضمنتها: ذكر ترجمة موجزة للمؤلف، وتعريفًا مختصرًا بالكتاب، وبيان منهجي في التحقيق.
والله أسأل أن يجعل عملي خالصًا لوجهه، نافعًا لي يوم العرض عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
د. محمد بن عبد العزيز الشايع