مقدمـة
الحمد لله , له الحمد في الآخرة والأولى وإليه النشور , وأشهد أن لا إله إلا هو , وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , يحيي ويميت ويبعث من في القبور .
وأشهد أنَّ نبيِّنا محمّدًا عبده ورسوله , وخيرته من خلقه ، وخليله ، بعثه الله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً. اللهم صلِّ عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . وبعد :
فهذه رسالة لطيفة , أحسب أنها في موضوعها نافعة مفيدة, تتحدث عن قضية بعث هذه الأجساد بأعيانها بعد موتها , فتحشر وتحاسب, ثم هي التي تُنَعّم بعد ذلك أو تُعَذّب, إذ هي التي أطاعت في الدنيا أو عصت, وهي التي آمنت بالله ورسوله أو كفرت , وهي التي في الخير سعت ، أو في الشر والخَنا وقعت ورتَعت .
فقد عوّل مؤَلِّفها رحمه الله على نصوص الكتاب والسُنَّة , مستدلاً بها على إثبات البعث بعد الموت بوجهٍ عامّ , وعلى بَعْثِ هذه الأبدان بذاتها , رادًّا بذلك مزاعِمَ من ذهب إلى أنَّ المبعوث يوم القيامة إنما هو أبدان أجسام أخرى، غير هذه التي كانت في الدُّنيا .
وقد رأيت إخراجها من خزائن المخطوطات , ونشرها, ليَعُمَّ النَّفْع بها .
وقد قدَّمت بين يديها دراسةً موجزة, تحدَّثتُ فيها عن وجوب الإيمان باليوم الآخر , واهتمام الكتاب والسُنَّةِ به, وذِكْرِ شيءٍ من مظاهر هذا الاهتمام وأسبابه .
ثُمَّ ذكرتُ أنواع الأدلَّة على البعث , وأصناف المنكرين له , المُكَذِّبين به , وأعظم شُبَههم , وبيان مسلك القرآن في إبطالها ودحْضِها .
ثُمَّ عرَّفت بالرسالة وموضوعها , وتحدِّثْتُ عن النُّسْخَة التي اعتمدت عليها , وختمتُ هذه الدراسة ببيان عملي في تحقيق هذه الرسالة وخدمتها .
أسأل الله التوفيق والسداد في القول والعمل , وأن يُقيلَ العَثْرَة , ويعفو عن الزّلة , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وصلّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه
محمَّد باكريم محمَّد باعبدالله
المدينة النبوية