فالشيعة انتظروا إمامهم الغائب أكثر من ألف سنة، عطّلوا خلالها الجُمع والجماعات، وفرّطوا في إقامة الحدود والواجبات، فلما طال بهم الانتظار، حطّوا رحالهم عند فكرةٍ جديدةٍ، مفادها أن يُسهموا في تمهيد الطريق للمنتظر، بأن يقيموا له دولةً يكون رئيسها إذا ظهر، ويخلفه عليها فقهاؤهم ريثما يأتيه الفرج.
يقول أحد باحثي الشيعة: ((إنّ التوطئة لظهور الإمام المنتظر -عليه السلام- تكون بالعمل السياسي، عن طريق إثارة الوعي السياسي، والقيام بالثورة المسلحة))([1]).
ومن رحم هذه الفكرة، نشأت فكرة ((ولاية الفقيه))، التي تعني أن يتولى الفقيه سياسة الأمة إلى أن يظهر الغائب المنتظر.