المقدمة
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله .
وبعد :
فليس الغرض من هذا البحث الحديث عن عقائد الشيعة ، وبيان حالها ومناقشتها ، فلذلك مقام آخر أفردت له رسائل خاصة .وإنما البحث هو في الحديث عن ظاهرة من الظواهر التي بدت واضحة عند الشيعة ، ألا وهي "التصحيح" .
ويمكن أن أجمل أهمية دراسة هذا الموضوع فيما يلي:
-تمثل مسألة التصحيح ، ويقصد بها هداية بعض مشايخ وأئمة التشيع إلى سلبيات مذهبهم ، قضية جديرة بالاهتمام ،حيث اكتشف مجموعة من كبار القوم عندهم ما في مذهبهم من الخلل، وبدأوا يعيدون دراسة مذهب أجدادهم وقومهم . وهذا يعد أحد السبل في إقامة الحجة عليهم ، وهذا من باب إقامة الحجة عليهم، وكما يقال : وشهد شاهد من أهلها.
-أمر آخر هو أن هؤلاء المهتدين ليسوا على مرتبة واحدة في الوصول إلى الحقيقة ، لكنهم في الجملة بدأوا يفكرون بما هم عليه ، ويدرسون دينهم دراسة المراجع والناقد ، فبالعناية بمثل هؤلاء ، وعرض أقوالهم ، وشبهاتهم على معتقداتهم يبين الحق، ويدحض الباطل بشبهه.
- هذه الظاهرة ربما يعرف بعض دعاتها ، من خلال كتاباتهم . وعند شروعي في هذا الموضوع ، لم أقف على مؤلف مستقل فيه ، وبعد أن انتهيت من البحث وقفت على كتاب (أعلام التصحيح والاعتدال ) لمؤلفه خالد بن محمد البديوي ، تناول فيه بعض الموضوعات التي تناولها علماء الشيعة المصححون بالتصحيح .
وفي هذا البحث الذي بين أيديكم ، من الموضوعات ما لم يتطرق إليه صاحب الكتاب ، مما ينقض جملة من دعائم مذهبهم، والتي لا تزال تحتاج إلى مزيد توضيح وتبيين.
وهنا تكمن أهمية هذا الموضوع.
وأخيراً وليس آخراً فإن الشيعـة لهم احتكاك بأهـل السنة في أكثر دول العالم، فضلاً عن البلاد الإسلامية ، وهم لا يألون جهداً في نشر معتقداتهم بشكل أو بآخر، فلا يعقل أن يجاوروا أهل السنة دون أن يتركوا أثراً ، لاسيما عنـد من لم يكن محصناً ضد معتقداتهم وأقوالهم .
لذا فإني أرجو من دراسة ظاهرة التصحيح -موضوع البحث- ، أن توضح جانباً من أهمية دراسة مثل هذه الموضوعات ، وبيان منهج الحق ، لاسيما من انخدع ظاهراً بأفكار ومعتقدات الشيعة ، أو عند دعاة التقريب من أهل السنة وغيرهم ،ممن لم ير بأساً أو فرقاً بين المعتقدين.
ولسائل أن يسأل : هل ثمة ضرورة لهذا الجدال العقدي بين الشيعة وأهل السنة؟ والجواب: نعم ! إنه جدال لايستقيم أمر الحق إلا به ؛ فإن أجمل ما يحيا له الإنسان هو الوصول للحقيقة، والجهاد في سبيلها. ولقد كان لهؤلاء الشيعة الحظ الأوفر في إحياء البدع بكل صورها، مما ترك أثره في العالم الإسلامي ، بسبب ضعف الدين ، وركام الجهل، وعدم الاهتمام بعلم السلف في أكثر البلدان الإسلامية . لذا فإن بيان حقيقة ما عليه هذه الطائفة من انحرافات ومخالفات ، اعترف بها من ينتمي إليهم ، يعدّ أكبر دليل في بيان الحق ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ۗ [الأنفال 42].
استناداً إلى ما أوردت في هذه المقدمـة ، والتي أرجو أن تكون قـد بينت أهمية هذا البحث، فإني قسمت هذا البحث إلى : مقدمة –وقد سبقت-، وتمهيد ، ومبحثين ، وخاتمة .
أما التمهيد ففي تعريف بعض المسميات الواردة في عنوان البحث .
وأمَّا المبحثان : فالمبحث الأول: ظاهرة التصحيح عند الشيعة ، وفيه:
التعريف بأشهر المصححين.
والمبحث الثاني : أهم موضوعات التصحيح ، وتشمل :
- نقض كتاب الكافي ، وبعض أشهر كتبهم .
- نقض القول بتحريف القرآن.
- نقض قولهم في الإمامة والخلافة.
- نقض القول بالتقية .
- نقض عقيدة المهدية .
- نقض عقيدة الرجعة .
- إبطال الغلو في الأئمة ، ويشمل :
*أقوالهم في: زيارة القبور (مراقد الأئمة).
* السجود على التربة الحسينية .
* الاحتفال بيوم عاشوراء.
- إبطال بدعة الشهادة الثالثة في الأذان.
- نقض المتعة .
وأخيراً الخاتمة ، وفيها أهم النتائج .
أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت فيما عرضت ، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه سبحانه .