إذا نظرنا إلى تراث الصوفية ولاسيما الغلاة منهم ، فإننا نجد الحال يختلف لا من جهة الاهتمام بالخوارق، ولا من جهة الخروج بالولاية نفسها عن المعاني الشرعية، حيث أدخلوا فيها أموراً جديدة لا علاقة لها بالمعاني التي تفيدها كلمة «ولي الله » في القرآن والحديث، بل إنها تتمحور حول خدمة أغراض أخرى مثل تقديس أشخاص معينين إما من آل البيت، أو من متصوف يرجعون نسبه إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم , لاستعطاف الناس واستغلالٍ لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وآله في قلوب الناس ، وإذا كان هذا في الأصل قد نشأ على أيدي الشيعة فقد امتد إلى الصوفية التي نبتت في أول أمرها في بيئة شيعية من أرض فارس والعراق حتى صار الكثير من المصطلحات الشيعية دارجة في كلام المتصوفة بنفس المعاني والدلالات، كالعصمة والحفظ ، وكذلك خرق العادة الخاص بالأولياء وحدهم كما هو للأئمة عند الشيعة ، حتى صارت كلمة «ولي» أو إمام ، أو «أولياء» في الإطلاق العام تعني رجال التصوف أو الشريف أو السيد المنتسب إلى آل البيت