الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعدُ؛ فهٰذا بحثٌ في «الموقف الشرعي من جور أئمة المسلمين»، جعلته في خمسة مباحث وخاتمة، ذكرت فيه بعض المصطلحات المتعلقة بالبحث؛ كمعنى الجور، وبيّنت المراد بـ(الأئمة) في البحث، وذكرت فيه حكم طاعة الأئمة في غير معصية الله، وحكم الخروج عليهم إذا جاروا، مدعماً ذلك بنصوص الوحيين وكلام أئمة السنة، ثم ذكرت شُبه من يرى الخروج على أئمة الجور من الخوارج، والمعتزلة، ومن نحا نحوهم، ورددت عليها بما تقتضيه طبيعة البحث، ثم ذكرت بعد ذلك الموقف الصحيح للمسلم من جور الأئمة، وذكرت فيه أربعة أصول دلت عليها النصوص الشرعية، وكلام أئمة السنة من سلف هٰذه الأمة، تجاه جور الأئمة، ثم ختمت البحث بأهم النتائج التي توصلت إليها، ومنها:
- وجوب طاعة الأئمة ما لم يأمروا بمعصية.
- يحرم الخروج على أئمة الجور، ما لم يكن ثمة كفر بواح عندنا فيه من الله برهان، ولابد من قيد آخر؛ وهو وجود القدرة على إزالته، وإلا الصبر على جورهم.
- لا حجة صحيحة لمن يرى الخروج على أئمة الجور من أهل الإسلام.
- انعقد الإجماع على حرمة الخروج على أئمة الجور.
- الخروج على أئمة الجور من أصول أهل الاهواء، كالخوارج، والمعتزلة.
- ثَمَّ أربعة أصول للمسلم تجاه جور أئمة المسلمين؛ هي: الصبر على جورهم، وعدم الخروج عليهم، وطاعتهم في غير معصية الله، ومناصحتهم، والدعاء لهم بالصلاح.
ثم أوردت بعد الخاتمة فهرسَ المراجع، وفهرسَ موضوعات البحث.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه.
خطة البحث:
يتألف البحث من خمسة مباحث وخاتمة، وبيانها فيما يلي:
المبحث الأول: التعريف بمصطلحات البحث، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: معنى الجور.
المطلب الثاني: معنى الأئمة.
المبحث الثاني: حكم طاعة ولاة أمور المسلمين.
المبحث الثالث: حكم الخروج على أئمة المسلمين الجائرين.
المبحث الرابع: شبهة من يرى جواز الخروج على أئمة المسلمين الجائرين والرد عليه.
المبحث الخامس: موقف المسلم من جور الأئمة.
الخاتمة، وفيها أهم نتائج البحث.