ملخص البحث:
الإمام ابن خزيمة من كبار حفاظ الحديث ومن أعيان أئمة السنة، وقد جرى له مع بعض تلامذته نزاع بسبب الخلاف العقدي؛ ذلك أن مذهب الكلابية بدأ بالتسلل إلى بعض المشتغلين بالحديث والفقه من أصحابه، بزعم أن هذا المذهب ينصر قول السلف في مسائل الاعتقاد، فكان للإمام ابن خزيمة جهودٌ عظمية في إنكار هذا المذهب الكلامي والتحذير منه، إلا أن كتابات بعض المتأثرين بهذا المذهب أبرزت كلام الكلابية في نقل وقائع هذا الخلاف، وحكت عن الإمام ابن خزيمة ما يحتاج إلى التدقيق لغرابة صدوره عنه.
فرأيت أهمية جمع أخبار هذه الفتنة، وتمحيص رواياتها، ودراسة جهود هذا الإمام في الانكار على المتأثرين بهذا المذهب الكلامي؛ اظهاراً لمكانة الإمام ابن خزيمة، وحفظاً لجهوده العلمية والعملية في نصر معتقد السلف والذود عنه، وتحذيراً من أشباههم من المذاهب الكلامية التي تنتحل مذهب السلف، وهي أبعد ما تكون عنه.
فجاء بناء هذا البحث المختصر في مبحثين، بعد أن مهّدت لهما بترجمة مختصرة للإمام ابن خزيمة، وبيان مكانته العليمة. ثم التعريف بأعلام الكلابية الخائضين في هذه الخصومة. ثم سرد موجز للأحداث التاريخية التي وقعت بنيسابور بين الإمام ابن خزيمة وبعض أعلام الكلابية فيها، مع التدقيق في الروايات التي تحدثت عن ذلك.
وأما المبحثان الرئيسان في هذا البحث فأولهما في إبراز جهود الإمام ابن خزيمة العلمية في التحذير من الكلابية، والرد عليها. والآخر: في بيان جهوده العملية في ذلك.