ملخص البحث:
تناول البحث اللطف الإلهي عند المعتزلة عرضًا ونقدًا، فقد رأى المعتزلة -بناء على قولهم بالعدل الإلهي- وجوبَ اللطف على الله عز وجل، وهو فعل كل ما يقرب العبد من الطاعة ويبعده عن المعصية، وقد بنى المعتزلة قولهم باللطف على عدة مقدمات، وهي القول بالتحسين والتقبيح العقلي، وإثبات الغرض في فعله تعالى، والتكليف السابق، وحرية الإرادة الإنسانية. وبناءً على هذه المقدمات قال المعتزلة بوجوب أشياء على الله عز وجل ومنها اللطف، وقد استدل المعتزلة على قولهم باللطف بأدلة سمعية وعقلية، إلا أن أصل الوجوب عندهم هو الدليل العقلي، وقد أكد القاضي عبد الجبار أن الأدلة السمعية تدل على وجود اللطف لا وجوبه، ورأى أن الوجوب مستمد من العقل.
ووافق الأشاعرةُ المعتزلةَ في أصل وجود اللطف من الله عز وجل، إلا أنهم خالفوا المعتزلة في القول بوجوب اللطف، إذ أنكر الأشاعرة وجوب شيء على الله عز وجل، وذلك بناء على مذهبهم في الحسن والقبح والثواب والعقاب، إذ رأوا أن هذه أشياء مستمدة من الشرع ولا مجال للعقل فيها.
كما تعرض البحث لذكر مذهب ابن تيمية في اللطف، فقد اتخذ مذهبا وسطًا بين المعتزلة والأشاعرة جمع فيه بين القولين، وأضاف إليهم أمورا دقيقة لم يتنبه إليها الفريقان.