• الفلاتر

سبق الفصل الأول والثاني من هذه الرسالة في الجزء الأول ، ونستأنف هنا من الفصل الثالث

منذ أن أدرك الأعداء قيمة الحديث النبوي وأهميته في تاريخ التشريع الإسلامي، والسهام تصوب إليه، والمؤامرات والشبه تحاك حوله، بهدف سحب الثقة عنه، وتعطيله، فيتعطل القرآن، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى إهدار التشريع الإسلامي. ولقد كانت الأحاديث المُشكلة التي يُتوهّم وجود التعارض والتضادّ بينها بَاباً واسعاً ولج منه هؤلاء الأعداء لتحقيق أهدافهم ومآربهم.

موضوع هذه الرسالة التي كتبها العلامة الشنقيطي –رحمه الله- : في الردّ على دعوى الرافضة ، والصوفية في النبيّ –صلى الله عليه وسلّم- أنَّه خُلق من نور قبل خلق المخلوقات ، وأنَّ المخلوقات خُلقت من أجله ، وببركته –عليه الصلاة والسلام .

تتابعت الفرق المحدَثة بالظهور ، وأخذت المذاهب الهدَّامة ، والتيارات الإلحادية تغزو بلاد المسلمين في عقر دارهم ، لا سيّما في هذا العصر الذي تكالبت فيه الأمم وتداعت الشعوب -من كلّ حدبٍ وصوبٍ- على المسلمين .

ومن هنا برزت أهميَّة دراسة تلك الفرق والتيارات ، ومعرفة أخطارها على أمَّة محمَّد r ، بل على البشرية جمعاء .

فأعداء المسلمين يعملون على نشر الأفكار، والاتجاهات، والمذاهب، والديانات الباطلة بين المسلمين. والمسلمون إن لم يُبصَّروا بهذا كلِّه، ويعلموا ما يدور حولهم، ويُخطَّط لهم ، ويُنشَر بينهم من الآراء والاتجاهات الضالَّة ، وإن لم يُعطوا العلاج الناجع المتمثِّل في العقيدة الصافية التي تُحصّنهم ـ بإذن الله ـ مـمَّا يُخالفها ، يُخشى عليهم أن يقعوا في شباك أعدائهم ، فيخسروا دينهم ودنياهم .