إن دراسة المصطلحات الإسلامية من الموضوعات ذات الأهمية البالغة التي تتوجب العناية بها، ولا سيما فقد بُليت الأمة الإسلامية في الماضي والحاضر بفتنة الجناية عليها، وذلك بتحريف معانيها أو تبديلها بمفاهيم جديدة تحمل بين طيّاتها معان فاسدة، وآراء مشبوهة، تفتن المسلمين في عقيدتهم، وتلبّس عليهم الحق، وتُبعدهم عن الصواب، وتَنأى بهم عن الجادّة الحقّة.
ومن المعلوم « أن من أكبر مخططات أعداء الإسلام هو إضلال المسلمين من خلال ممارسة ما يسميه البعض بـ(حرب المصطلحات) فهي حرب حقيقية، بل هي أخطر الحروب التي تشنّ على المسلمين اليوم، فهي تشكل أدق مواقع الغزو الثقافي للأمة »([1]) .
فهذا بحث مختصر في ذكر الآيات الدالة على عذاب القبر، وما قاله العلماء في دلالتها على ذلك، والداعي لهذا البحث والمشكلة التي تدور حوله أنه قد أنكر بعض أهل البدع عذاب القبر،وكان من جملة حججهم على ذلك أن عذاب القبر لم يذكر في القرآن حيث لم يشر الله عز وجل له في كتابه الكريم، وهذه الحجة وإن كانت غير صحيحة،وعلى فرض التسليم بها ليست كافية في إنكار عذاب القبر حيث تواتر ذكره،وذكر أحكامه وأسبابه، وبيان أحوال أهله في السنة النبوية، والآثار المروية عن الصحابة والتابعين
سبق الفصل الأول والثاني في الجزء الأول - والعدد السادس من المجلة-
والإشارة في الصفات دليل قاطع على إرادة حقيقة الصفة ونفي المجاز عنها، وقد رأيت جَمْع ما ثبت من الأحاديث النبوية التي وردت فيها الإشارة في الصفات، ودراستها وبيان دلالة الإشارة فيها وسميته بـ(الإشارة الواردة في الأحاديث الصحيحة في الصفات دراسة عقدية) .