• الفلاتر

أهمية هذا البحث إلى عدة منطلقات أهمها:

- ضبط وتدوين جهود وأعمال الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في محاربة البدع؛ لتيسير نقلها إلى المهتمين من العلماء، والمفكرين، والباحثين. 

- توضيح منهج الملك عبدالعزيز الذي كان متميزاً عن كل من سواه في عهده؛ حيث أقام الدولة على أساس العقيدة السلفية، والشريعة الإسلامية، وجمع بين نشر هذه العقيدة، ومحاربة ما خالفها.

- إبراز أهمية محاربة البدع وقمعها، من أجل المحافظة على العقيدة؛ ناصعة نقية.

            وسوف توضح هذه الدراسة - بإذن الله - ما قد يخفى على بعض القراء؛ حين تعطي الدلائل أن موحد هذه الجزيرة لم يكن رجل سياسة فحسب، بل إنه برع في مجال الدعوة إلى الله.

            ورغم انشغاله - رحمه الله - بأعمال الدولة، وشؤون السياسة، إلا أنه لم يُغفل جانب تصحيح العقيدة، وتنقيتها من الشوائب، وقد تحلى بالشجاعة أثناء محاربة البدع، وتكبد الكثير في سبيل الدفاع عن عقيدة التوحيد، بسبب الظروف السياسية والاجتماعية، السائدة في ذلك الزمن.

            ويهدف هذا البحث إلى التعرف على أبرز جهود الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود؛ في محاربة البدع والخرافات.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإنّ الأنبياء عليهم السلام هم أشرف الخلق وأزكاهم، وأتقاهم لله وأخشاهم، ومقامهم مقام الاصطفاء والاجتباء، وواجب الخلق نحوهم التعزير والتوقير, والتأسي والاقتداء.

فالواجب أن يُحفظ لهم هذا المقام، وأن ينزهوا عن مدّ الألسن إليهم بالنقد والاتهام، والناس في هذا المقام أصناف:

  • منهم أهل التنزيه الذين صانوا قلوبهم وألسنتهم عن ثلب الأنبياء ولمزهم, وهم سلف الأمة وعدولها ومن اقتفى آثارهم من أهل السنة والجماعة.
  • وثمّة صنف من الخلائق مدت ألسنتها إلى الأنبياء بالعيب والتهم، فلم تدع نبياً -إلا ما ندر– لم ترمه بدعوى العيب والإثم، تريد بذلك انتقاصهم، والحطّ من أقدارهم، بل والطعن في القرآن الكريم الذي ذكر عنهم أحوالهم, وهم ملل الكفر ونحلهم على اختلافهم وتباينهم.
  • وصنف آخر لم يحمل في طويته نيّة انتقاص الأنبياء, ولكن زلّت به القدم, وعزب عنه الفهم, عند النصوص المشتبهات, فنسب جهلاً وغفلة النقص والكفر والشرك إلى الأنبياء عليهم السلام.

وإنّ المقصود في هذه الورقات, إبطال الشبه الواردة في مثل هذه النصوص المشتبهات, صوناً لدين الله من التحريف, وحفظاً لحق الأنبياء وما يتوجّب تجاههم من اعتقاد العصمة.

الحمدُ لله الذي أكمل الدين وأتم النعمة، فله جل وعلا الثناء الحسن والمنة، وصلى الله على رسولِ الهدى والرحمة، الذي كشف به  سبحانهُ وتعالى الغمة، وأقام به الحجة، فتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك([1])، فعليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وعلى من سار على نهجه واقتفى أثره واهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الله تعالى رضي لنا الإسلام ديناً، ومحمداً r نبياً، الذي ما ترك عليه الصلاة والسلام أمته إلا وقد بيّن لها كل أمور دينها، فليس لأحد أن يشرّع، أو يستدرك، أو يزيد أو ينقص  مما شرعهُ اللهُ جل وعلا.

وقد سار الصحابة س على غايةٍ من الاتباع، لا يحيدون عن الكتاب والسنة، فسادوا العالم، ودانت لهم حصون فارس والروم، وما كان هذا ليرضي أعداء الله جل وعلا، فأخذوا في نشر كيدهم، وبث آرائهم، ليوهنوا في عضد الأمة، فعن طريقهم ثارت الفتنة، ووقعت الفرقة، ونشبت الحروب بين المسلمين، وما كيد اليهود والنصارى قديما وحديثا عن الذهن ببعيد، وقد أخبر تبارك وتعالى عن حقيقتهم فقال: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙﭚ  ﭛ  ﭜ     ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ   ﭨ  ﭩﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ  ﭯ  ﭰ  ﭱ    ﭲ  ﭼ {البقرة: ١٢٠}.

وقد علم الأعداء، بل تيقنوا أن المسلمين في غايةٍ من القوةِ ما تمسكوا بدينهم، واتبعوا سنةَ نبيهم، لهذا لجأوا إلى محاربةِ هذا الدين وأهله، ومن أساليبهم لمحاربته، اتخاذهم من الدعوةِ لآل بيت النبوة ذريعة لنشر كيدهم، وتحقيق غاياتهم، فادعوا محبتهم، وتستروا بالانتصار لهم، وزعموا لأنفسهم أنهم من شيعتهم.

والتشيّع لآل البيت مر بمراحل، إذ لم يكن يتجاوز في بداية ظهوره المحبة - ومن ذا الذي ينكر حب آل البيت، وحقوقهم، وما يجب لهم؟!!!- إلى أن أصبح ستاراً لأهل الإلحاد والزندقة، وانقسم أهله حينئذٍ إلى طوائف عديدة، من أبرزها غلواً طائفة "الإسماعيلية" والتي لا تزال بأفكارها الباطنية حتى يومنا هذا، وإن ظهرت بمسميات أخرى، ومن أبرزها طائفة "الآغاخانية" ومن هنا رأيتُ أهمية الكتابة عن هذه الطائفة، ومما دفعني لذلك أيضاً الأمور الآتية:

  • ظن بعض المسلمين أن هذه الطوائف الباطنية لم يعد لها وجود في هذه الأزمنة.
  • ظهورها تحت مسميات جديدة مما جعل أمرها يلتبس على بعض الناس خاصة أنها تقدم في بعض الأحيان ما يكون في صالح المسلمين في البقاع التي تتواجد بها.
  • تصدي أتباع هذه الأفكار إلى إخراج التراث الإسماعيلي القديم والزعم أنه يمثل ويجسد الثقافة الإسلامية الصحيحة، وأن هذه الدعوة الباطنية تمثل ملجأ لكل مظلوم.
  • الخداع الذي تمارسه مؤسسات الآغاخان في هذه الأزمنة، وما تبذلهُ من مساعداتٍ اقتصادية واجتماعية، من أجل بسط سلطان هذه الطائفة ونشر فكرها.

 

([1]) أخرج ابن ماجه عن العرباض بن سارية، قال: (وعظنا رسول الله r موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع، فما تعهد إلينا؟ قال قد تركتكم على البيضاء؛ ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك...) سنن ابن ماجه، باب إتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين (20-21) حديث رقم (43). وقال الشيخ الألباني: صحيح. سنن ابن ماجه، الطبعة الأولى، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض.

أهمية الموضوع:

تظهر أهمية الموضوع فيما يلي.

  • جمع الآيات الدالة على نزول المسيح u، والجمع من مقاصد التأليف، وغالب من تحدث عن نزول المسيح سواء في الكتب المؤلفة في أشراط الساعة، أو التي أفردت موضوع نزول المسيح بمؤلف اقتصرت على ذكر آيتين أو ثلاثة، كما أنها لم تتوسع في توضيح دلالة الآيات على نزوله ([1]).
  • التوسع في بيان دلالة الآيات الواردة في نزول المسيح مما يزيد الموضوع قوة وتأكيدا.
  • ذكر الأحاديث المروية المتواترة في نزول عيسى u التي فسرت هذه الآيات الكريمة، مما يساعد على فهم وإيضاح كثير من المسائل المتعلقة بعيسى u.
  • بيان أن القرآن الكريم قد نص على نزول المسيح آخر الزمان، بخلاف ما زعمه بعض المشككين، حيث إنهم قد زعموا أن القرآن لم ينص على هذه المسألة، وكان جل بحثهم في الآيتين آية سورة النساء، وآية سورة الزخرف، ولم يتطرق كثير منهم إلى الآيات التي سنذكرها، ودلالتها على نزول المسيح([2]).
  • في الآيات الدالة على نزول المسيح مباحث لطيفة مثل تعريف الكهل، وعُمر المسيح u عند رفعه ونزوله وظهور الإسلام على الملل كلها عند نزول عيسى u.

خطة البحث:

وقد اشتمل البحث على مقدمة، وستة مباحث، وخاتمة.

فأما المقدمة فاشتملت على أهمية البحث، ومنهج البحث.

المبحث الأول: آية سورة النساء: ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ، وفيه مطلبان.

المطلب الأول: تفسير الآية، وأقوال العلماء في دلالتها.

المطلب الثاني: الترجيح بين الأقوال في تفسير الآية.

المبحث الثاني: آية سورة الزخرف: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ، وفيه مطلبان.

المطلب الأول: أقوال العلماء في تفسير الآية.

المطلب الثاني: الترجيح بين الأقوال.

المبحث الثالث: آية سورة آل عمران: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: تفسير الآية وأقوال العلماء في دلالتها.

المطلب الثاني: تحقيق القول في تفسير الآية.

المبحث الرابع: آية سورة الصف: ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ  ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ، وفيه مطلبان.

المطلب الأول: تفسير الآية، وأقوال العلماء في دلالتها.

المطلب الثاني: الترجيح بين الأقوال في تفسير الآية.

المبحث الخامس: آية سورة محمد: ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ  ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ  ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﭼ.

المبحث السادس: آية سورة الأنفال: ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ  ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ.

الخاتمة، وفيها ذكر أبرز نتائج البحث.

 

 

([1]) انظر مثلا: البداية والنهاية (2/118)، والتصريح بما تواتر في نزول المسيح (ص86-89)، وإتحاف الجماعة بما جاء في الفتن وأشراط الساعة (3/93)، والمسيح u في القرآن والسنة (ص114).

([2]) انظر:  الفتاوى لمحمود شلتوت (ص68).