من أجل سـور القرآن سورة الكوثر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية([1]) -رحمه الله-: سورة الكوثر، ما أجلها من سورة؟ وأغزر فوائدها على اختصارها ([2]).
وقد اشتملت هذه السورة على معاني التوحيد والعقيدة بأوجز عبارة.
ولأجل اشتمال هذه السورة العظيمة على بعض مباحث العقيدة المهمة بأوجز عبارة، رأيت من المهم بحث المسائل العقدية الرئيسة الواردة في هذه السورة
([1]) هو أحمد بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن علي، الشيخ الإمام تقي الدين أبو العباس ابن تيمية، ولد سنة 661هـ وتوفي سنة 728هـ. ينظر: تذكرة الحفاظ، للذهبي 4/278،وفوات الوفيات للكتبي1/35 والبداية والنهاية، لابن كثير 18/295، والبدر الطالع 1/63، ومعجم المؤلفين 1/163.
تتابعت الفرق المحدَثة بالظهور ، وأخذت المذاهب الهدَّامة ، والتيارات الإلحادية تغزو بلاد المسلمين في عقر دارهم ، لا سيّما في هذا العصر الذي تكالبت فيه الأمم وتداعت الشعوب -من كلّ حدبٍ وصوبٍ- على المسلمين .
ومن هنا برزت أهميَّة دراسة تلك الفرق والتيارات ، ومعرفة أخطارها على أمَّة محمَّد r ، بل على البشرية جمعاء .
فأعداء المسلمين يعملون على نشر الأفكار، والاتجاهات، والمذاهب، والديانات الباطلة بين المسلمين. والمسلمون إن لم يُبصَّروا بهذا كلِّه، ويعلموا ما يدور حولهم، ويُخطَّط لهم ، ويُنشَر بينهم من الآراء والاتجاهات الضالَّة ، وإن لم يُعطوا العلاج الناجع المتمثِّل في العقيدة الصافية التي تُحصّنهم ـ بإذن الله ـ مـمَّا يُخالفها ، يُخشى عليهم أن يقعوا في شباك أعدائهم ، فيخسروا دينهم ودنياهم .
سبق الفصل الأول والثاني من هذه الرسالة في الجزء الأول ، ونستأنف هنا من الفصل الثالث
من العلماء العاملين العلامة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي([1])، الذي أثرى المكتبة العلمية الشرعية بمؤلفاته، المنظومة والمنثورة والمختصرة والمبسوطة، وأثرى مجال الدعوة إلى الله تعالى، والعلم والتعليم بالتدريس وتخريج العلماء والقضاة والدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والمعلمين.
ومن تلك الثروة العلمية التي ورَّثها الشيخ ــ رحمه الله تعالى ــ رسالة في الشهادتين وشروطها وتحقيقها وهي: ( مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام ).
ولما قرأت هذه الرسالة الجليلة النفع " مخطوطة " أدركت حاجة الناس إلى إخراجها، والاستفادة منها خاصة وأنها تتعلق بالأصل الذي يجب على كل مكلف علمه